الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

أسطول الحرية يتوجه غرباً: الجزائر في خدمة إسرائيل مرة أخرى

أسطول الحرية يتوجه غرباً: الجزائر في خدمة إسرائيل مرة أخرى - Hespress


Monday, September 06, 2010

قبل أسابيع كنا قد سجلنا مفارقة أكدت الأيام أنها لم تكن مجرد تهويل.

فقد أشرنا إلى وجود حلف مصلحي استراتيجي غير معلن بين الجزائر وإسرائيل، يحقق مصلحة الطرفين على حساب بقية الدول العربية.

فسواء تعلق الأمر بلبنان أو اليمن أو العراق أو سوريا أو السودان أو الصومال..أو غيرها من الدول التي تعاني من لعنة الحركات الانفصالية، فإن البصمة الإسرائيلية تبدو واضحة، ضمن استراتيجية معلنة منذ أكثر من نصف قرن وبدأت تعطي ثمارها في الوقت الراهن.

ولا يجادل أحد في أن المخطط الإسرائيلي لا يستثني أي بلد عربي بما في ذلك الدول المطبعة والمتماهية مع "السلام" المرادف للاستسلام.

غير أن الجزائر، وبهمة عالية كفت إسرائيل هم المغرب، حيث نابت عنها في دعم محاولة الانفصال التي تستخدم البوليساريو لتأجيجها.

وغني عن التذكير، أنه لو أن الجزائر خصصت للقضية الفلسطينية ربع الأموال التي خصصتها لدعم جمهورية عبد العزيز المراكشي - والتي ترفعها بعض المصادر إلى 200 مليار دولار-، لكان الصهاينة قد ألقوا في البحر منذ زمن كما توعدهم بذلك الشقيري سلف ياسر عرفات.

إن هذه المقدمة الطويلة نسبيا كانت ضرورية لفهم الخرجة الجزائرية الجديدة التي تؤكد مرة أخرى متانة الحلف الاستراتيجي غير المعلن الذي يربطها بالكيان الصهيوني.

فلأول مرة في التاريخ تجد إسرائيل نفسها في حرج شديد، بل أصبح كثير حتى من خلفائها المقربين ينظرون إليها على أنها عبء أخلاقي عليهم بفعل تصرفاتها الطائشة المنفلتة والمتحدية لكل الأعراف والقوانين الدولية.

وأمام تعبئة المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية على امتداد الكرة الأرضية، لم يعد حتى أوفى أصدقاء إسرائيل مستعدين للسير خلفها بأعين مغمضة، بل يمكن القول إن هذا الكيان لم يعد يجد الأذرع المفتوحة سوى لدى جيرانه العرب "المعتدلين"، بعد أن طاردت مسؤوليه قضايا الجرائم ضد الإنسانية أمام محاكم أوروبا، وحوصرت منتوجاته الفلاحية بسبب المقاطعة في الأسواق الدولية، بل لم يعد أكاديميوه مرحبا بهم حتى في بريطانيا نفسها..

وقد تضاعف الضغط أكثر بعد الجريمة التي تعرضت لها قافلة الحرية التي مازالت دماء شهدائها لم تجف بعد، والتي أثارت موجة من السخط في العالم أجمع.

فلأول مرة في التاريخ اهتدى أصدقاء فلسطين إلى سلاح فتاك لكشف الهمجية الإسرائيلية عبر سفن المساعدات متعددة الجنسيات..

ولعل من يتابع الأخبار بكل لغات العالم يكشف حجم الورطة التي خلقتها هذه الوسيلة لإسرائيل وحلفائها، إلى درجة أن الجميع يقف عاجزا عن مواجهتها، بل إن الكيان الإسرائيلي مستعد لبذل الغالي والنفيس لمن يخلصه من هذه الورطة..

ومرة أخرى جاءت النجدة من بلد المليون ونصف مليون شهيد..بلد الثورة والثوار..الذي يفتقد حكامه البصر والبصيرة عندما يتعلق الأمر بمعاداة المغرب..

أليس غريبا أن تعمد الجزائر في هذه اللحظة المفصلية التي تمر منها القضية الفلسطينية والتي قد تتم تصفيتها قبل متم السنة الجارية، إلى تمكين إسرائيل من المخرج الذي سيساعدها التخلص من سلاح "أسطول الحرية"؟

لا يجادل أحد في كون فكرة إرسال سفن من هذا النوع نحو الأقاليم الجنوبية للمغرب وعلى متنها متطرفون إسبان من متقاعدي اليسار وفاشيي اليمين، وبتمويل جزائري هو بمثابة طوق النجاة الذي انتظرته إسرائيل من حلفائها وشركائها في جريمة إهراق الدم الفلسطيني فجاءها من بلد الشهداء.

لكن بالنسبة لحكام الجزائر كل شيء يهون في سبيل إحراج المغرب الذي أيا كانت طريقة تعامله مع أساطيل دعم البوليزاريو فإنها ستنزل بردا وسلاما على تل أبيب..

من هنا ينبغي أن نفهم سر الود الصامت بين الكيان الصهيوني والجزائر، فالغاية واحدة طبعا..وكل ما يمنع من تبادل التمثيل الديبلوماسي هو ربما عدم توفر التمر والحليب لاستقبال السفير الإسرائيلي عند دخول قصر المرادية..

فالحليب مفقود منذ أسابيع..والتمر الجزائري الشهير تعرض للتخريب الممنهج حتى تتمكن المزارع الإسرائيلية التي استنسخت شتلاته الأصيلة، من تسويق منتوجها البديل في الأسواق العالمية..أما اللحم فالحصول عليه في "يابان إفريقيا" أصبح يتطلب على الأقل التوفر على ما يعادل أجرة رئيس الجمهورية

ليست هناك تعليقات: